يجب على المجلات الأكاديمية ترسيخ سمعتها وإدارة تواجدها عبر الإنترنت لجذب المشاركات من الباحثين المحترمين وكسب ثقة القراء. ويمكن للمجلات الأكاديمية أن تثبت نفسها كخبراء في مجالها بناءً على تواجدها وملفها، مما قد يؤدي إلى قراءة المزيد من الأشخاص لأعمالهم والتأثر بها. كما تسمح السمعة القوية للمجلات بالتميز عن غيرها من المنشورات المماثلة من خلال عرض نقاط قوتها وصفاتها المميزة.

يعتمد الباحثون والمؤسسات في كثير من الأحيان على المواقع الإلكترونية للمجلات كوسيلة لتقييم جودة الأبحاث المنشورة وتأثيرها. ولهذا يعتبر من الضروري للمجلات أن تحافظ على صورة احترافية ودقيقة. ويمكن للمجلات الأكاديمية التواصل بشكل فعال مع قرائها وتنمية الشعور بالصداقة الحميمة داخل تخصصاتها من خلال إنشاء ملف تعريف قوي والحفاظ عليه.

قيمة المصداقية والشفافية

إن ضمان مصداقية وشفافية المجلة أمر بالغ الأهمية. ويمكن الإشارة إلى ذلك في البداية من خلال تصميم موقع إلكتروني فعال وإنشاء قنوات اتصال شفافة وغنية بالمعلومات تساعد المؤلفين والقراء.

ومن الضروري أن يتم تطوير الموقع الإلكتروني للمجلة بمساعدة احترافية من خلال استخدام النماذج التي تلتزم بالمبادئ الراسخة لتصميم المواقع الإلكترونية. ويجب أن يعرض الموقع السياسات والإرشادات ومعلومات الاتصال بشكل بارز وبطريقة واضحة. من الضروري منع الأخطاء الإملائية والروابط المعطلة على الصفحة الرئيسية، حيث من المحتمل أن يتم تفسيرها على أنها مؤشرات لمجلة قائمة على الاستغلال أو غير جديرة بالثقة.

كما أن فإن تقييم الزوار لمصداقية المجلة يعتمد في كثير من الأحيان على إدراجها في قواعد البيانات ذات الصلة، وهو أمر يتم فحصه على نطاق واسع في القسم المتخصص من مجموعة الأدوات. ويمكن أيضًا تحقيق تعزيز المصداقية والسمعة من خلال تشكيل هيئة تحرير شاملة تضم باحثين وعلماء مرموقين، وخاصة أولئك الذين يمتلكون علاقات قوية داخل مجتمعاتهم الأكاديمية.

وأخيرًا، من الضروري للمجلات أن تمارس الحكمة في استخدام الاتصالات الخارجية. فرغم أن القوائم البريدية تعمل كوسيلة قيمة لإعلام القراء بالتطورات الأخيرة، إلا أنه يجب على المجلات توخي الحذر حتى تمتنع عن إرسال رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها والالتزام بسياسات الخصوصية ذات الصلة، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) للاتحاد الأوروبي.

دور وسائل التواصل الاجتماعي

يجب على المجلات الأكاديمية إجراء الأبحاث على المنصات المفضلة لجمهورها المستهدف ومن ثم إنشاء تواجد مناسب عبر الإنترنت. يستخدم الأكاديميون موقع تويتر على نطاق واسع، في حين يمكن للمحترفين والجمهور العام المشاركة بفعالية من خلال منصة لينكدن وفيسبوك على التوالي.

في مجال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من الضروري للمجلات وضع استراتيجية محددة بوضوح وإنشاء محتوى جذاب ملائم لجمهورها المستهدف، يتضمن علامات تصنيف وكلمات رئيسية محددة. ومع ذلك، فإن مواجهة العقبات في تحقيق هذا الهدف تتطلب التعاون مع خبراء الاتصال أو الاستعانة بخدمات مديري وسائل التواصل الاجتماعي لوضع استراتيجيات تسويقية طويلة المدى عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة. لتحسين التأثير، يُنصح بدمج مزيج من المقتطفات البارزة من المقالات ومنشورات المدونات والرسومات الجذابة ومقاطع الفيديو. ومع ذلك، يجب على المجلات تقييم مدى ملاءمة هذه الأشكال الإعلامية بعناية بناءً على قدراتها ومواردها المالية.

يعد التفاعل مع المتابعين أمرًا بالغ الأهمية في تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، وبالتالي من الضروري للمجلات التي تستخدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي الاستجابة بشكل فعال للتعليقات وتسهيل المناقشات. علاوة على ذلك، قد يكون من المفيد لهذه المجلات ربط المقالات البحثية ذات الصلة بمناسبات مهمة مثل يوم الأرض أو اليوم العالمي للمحيطات، لأن هذا يمكن أن يجذب الانتباه بشكل فعال إلى المجلة.

المراقبة المستمرة

تتطلب الإدارة الفعالة لملف المجلة وتواجدها الإلكتروني اتخاذ تدابير استباقية، ويعتبر تقييم النتائج جانبًا لا يتجزأ من هذه العملية. ويمكن تقييم فعالية استراتيجيات الاتصال والمشاركة وإجراء التعديلات اللازمة من خلال مراقبة مقاييس المشاركة على الويب، مثل عدد التنزيلات والمتابعين ومعدلات المشاركة والإحالات من وسائل التواصل الاجتماعي.

من أجل تحقيق الأهداف المذكورة أعلاه من الناحية العملية، من المعتاد استخدام كود التحليلات، مثل خدمة تحليلات الويب (Google Analytics)، ومنصة (Plusible)، ومنصة (Matomo)، لكل من موقع المجلة بأكمله والمقالات الفردية. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام المقاييس الببليومترية والمقاييس البديلة، بما في ذلك قياسات (Altmetric) و(Plum Analytics) وبيانات أحداث كروسريف (Crossref)، كبديل لقياس إنجاز المنشورات الفردية والنجاح الشامل للمجلة (راجع فهرسة المجلات والمقالات).