تتزايد شعبية النشر في بيئة الوصول الحر في جميع أنحاء العالم رغم اختلاف اعتماده بين التخصصات الأكاديمية. وتتمتع العلوم الطبية بأعلى معدل للنشر المفتوح، تليها مباشرة العلوم الطبيعية والتقنية مثل الفيزياء والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات وعلم الفلك، والتي كانت من بين أوائل العلوم التي تبنت الوصول الحر. وقد شهد علم الأحياء أيضًا زيادة في النشر المفتوح الوصول في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بينما تتمتع العلوم الاجتماعية بانتشار معتدل للنشر المفتوح، في حين أن العلوم الإنسانية والقانون والكيمياء والهندسة لديها أدنى المعدلات حاليًا.

فهم اتجاهات النشر عبر التخصصات المختلفة

يتأثر اعتماد نموذج الوصول الحر إلى حد كبير بسلوكيات المؤلفين ومواقفهم ووعيهم، والتي يمكن أن تختلف اعتمادًا على تخصصهم وموقعهم وانتمائهم. يمكن للاعتبارات الرئيسية التالية أن تساعد في تفسير التغييرات في اعتماد الوصول الحر بشكل عام:

• يتأثر اعتماد نموذج الوصول الحر في النشر بشكل كبير بالسياسات الوطنية وسياسات الممولين، حيث يقوم صناع السياسات بالترويج للوصول الحر في المجلات التي ينتمون إليها، وبالتالي تزداد معدلات النشر المفتوح في تلك المجلات، مثل مجال العلوم الطبية.
• يتأثر اختيار نموذج الوصول الحر للمؤلفين عند النشر بالسياسات الوطنية وسياسات الممولين، ولا سيما تفضيل نموذج الوصول الحر الذهبي عندما يقدم ممولو الأبحاث مساعدة مالية لرسوم نشر المقالات.
• هناك اعتقاد سائد في بعض التخصصات بأن مجلات الوصول الحر ذات جودة متدنية. وقد أثبت هذا المفهوم الخاطئ أنه يعوق الانتشار الواسع لممارسات الوصول الحر في تخصصات مثل الكيمياء والهندسة والعلوم الاجتماعية. ومن المهم التعرف على هذه العوائق ومعالجتها عند النظر في إنشاء مجلة أو الترويج لها في هذه المجالات.

يجب على المجلات المنشأة حديثًا أن تأخذ في الاعتبار أيضًا تركيزها التخصصي عند تشكيل هيئة التحرير لديها. ونظرًا للزيادة الكبيرة في المجلات متعددة التخصصات والمجلات الرئيسية، فمن الضروري أن تضمن مجالس التحرير التنوع الكافي من أجل أن تشمل مجالات المواضيع المختلفة التي قد يختار المؤلفون استكشافها.

الآثار المترتبة على الإرشادات المقدمة للمؤلفين والمحكّمين

من الضروري لأي مجلة أكاديمية جديدة ألا تضع إرشادات للمؤلف اعتمادا على نماذج عامة أو قائمة بالفعل دون مراعاة التخصص الموضوعي للمجلة. ويجب أن تكون الإرشادات مصممة خصيصًا لتخصصات المجلة، مع التركيز بشكل خاص على الالتزام بمعايير إعداد التقارير المناسبة لكل من المؤلفين والمحكمين، مثل مجلة الدراسات على الحيوانات: تقارير التجارب في الجسم الحي (ARRIVE)، ومجلة تحسين جودة وشفافية البحوث الصحية – إيكويتر (EQUATOR). وأيضًا الالتزام بمعايير إعداد التقارير المناسبة لإعادة الإنتاج، مثل الجمعية الاقتصادية الأمريكية (AEA) للبحوث الاقتصادية، والمقالات البحثية القابلة للتنفيذ. كما تعد أخلاقيات البحث والنزاهة من العوامل المهمة التي تؤثر على التوقعات في المجتمع الأكاديمي. علاوة على ذلك، قد تقرر المجلات أنه يتطلب إيداع نسخة من البحث في أحد المستودعات الرقمية أثناء تقديم البحث للنشر أو أثناء عملية النشر وذلك لغرض التحكيم العلمي. الأعمال البحثية المتسقة مع سياسة المجلة، يجب أن تعكس الممارسات الشائعة في التخصص الموضوعي، وقد تشمل عناصر مختلفة مثل البيانات البحثية والأكواد والبرمجيات.

وأخيرًا، يعد نشر النُسخ الأولية للبحوث العلمية ممارسة شائعة في مجالات أكاديمية مختلفة مثل الفيزياء والرياضيات وعلم الفلك وتكنولوجيا المعلومات، كما هو واضح في منصات مثل منصة آركايف (arXiv) لتكنولوجيا المعلومات، وشبكة أبحاث العلوم الاجتماعية (SSRN). كما أنها تكتسب المزيد من الاهتمام في تخصصات مثل علم الأحياء مثل منصة بايو آركايف (bioRxiv)، والعلوم الطبية مثل منصة ميد آركايف (medRxiv)، والكيمياء مثل منصة كيم آركايف (ChemRxiv). ومن أجل استيعاب هذه الممارسة، يجب على المجلات في هذه التخصصات أن تتضمن إرشادات للنشر قبل الطباعة كجزء من إرشادات المؤلف.

يجب أن تظهر الإرشادات المذكورة بالأعلى حول النشر الأولي في نظام إدارة المجلات عند تقديم المقالات للنشر. سيضمن هذا حفظ المعلومات ذات الصلة في مرحلة مبكرة في عملية النشر ويمكن دمجها في البيانات الوصفية (الميتاداتا) الخاصة بالمقالة عند النشر، ربما من خلال استخدام كروسريف (Crossref).